
بعد أشهر على انطلاق البنوك التشاركية الإسلامية بالمغرب وشروعها في تقديم خدماتها للعموم، أثارت هذه البنوك ردات فعل كثيرة عن من قبل من كان ينتظر هذه البنوك لتكون بديلة للبنوك التقليدية. فمن خلال تواصلنا مع الكثير ممن توجه إلى هذه البنوك التشاركية ليقدم ملفه أو ليستفسر نجد أن أغلبهم يستنكر على هذه البنوك تعاملاتها وخاصة فيما يتعلق بعقد المرابحة وهو المنتوج الوحيد المرخص له لحد الآن في البنوك التشاركية في انتظار باقي المنتوجات الأخرى.
قبل أن نتطرق إلى أهم الملاحظات على البنوك التشاركية الإسلامية المغربية لا بد وأن نذكر بأن حجم الفئة المستهدفة من قبل هذه البنوك تصل إلى حوالي 30 في المائة من مجموع الأشخاص الذين يتعاملون مع البنوك بشكل عام، وهذه النسبة من الناس لها قناعات دينية جعلتها لا تتوجه إلى البنوك التقليدية التي تتعامل بالربا بشكل صريح.
من خلال تتبعنا لما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي وتواصلنا المباشر مع الأشخاص نجد أن أهم الملاحظات تتركز حول مجموعة من النقاط المهمة:
1-يشتكي الكثيرون من أن هامش الربح لدى البنك التشاركي كثير جدا، حيث يصل في بعض الأحيان إلى ضعف ثمن العقار، وهذا في نظر الكثيرين يعتبر جشعا واستغلالا.
2-الوعد الملزم والذي يتضمن هامش الجدية والمحدد في 10 في المائة من ثمن العقار، هذا الوعد الملزم يرى الكثيرون أنه غير شرعي اعتمادا على بعض الفتاوى من بعض العلماء الذين افتوا بعدم جواز هذا الوعد الملزم وهامش الجدية.
3-مما يؤاخذ على البنوك التشاركية عدم الوضوح في تقديم المعلومة، حيث يشتكي الكثير من الزبناء من ضعف التكوين لدى موظفي البنوك التشاركية، مما يجعل الزبون في حيرة من أمره ولا يجد إجابات وافية عن تساؤلاته.
في الأخير لا بد للبنوك التشاركية من إعادة النظر في هذه النقاط المهمة التي ذكرناها، حتى تنجح تجربة هذه البنوك التشاركية بالمغرب، والمستقبل كفيل بالإجابة عن مدى نجاح هذه التجربة.
يمكنك الولوج إلى نظام المقايسة الآن
تعليقات: 0
إرسال تعليق